الدليل القاطع على جواز التوسل بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم
كل ما سوف أكتبه هو من بحث الشيخ العملاة عبد الله سراج الدين رضي الله عنه وأرضاه .
يقول الشيخ :
فإن قال قائل : سلمنا أن التوسل به صلى الله عليه وسلم ثابت , ولكنه خاص في حال الحياة الدنيوية . وأما بعد ذلك فلا يصح التوسل به .
قلنا في الجواب: إن تخضيض ذلك في حال حياته الدنيوية لا دليل عليه وأنما تثبت الأدلة جواز التسل به صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله . في حياته الدنيوية وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم والدليل ذلك:
اولا _ حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه المتقدم فإنه علم الرجل الذي كانت له حاجة عند عثمان رضي الله عنه , فانه علمه أن يدعو فيقول : (( اللهم أني أسالك واتوجه اليك بينبيك صلى الله عليه وسلم
نبي الرحمة )) الى تمامال حديث . وذهب الرجل ودعا به فقضيت حاجته . وكان ذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
ثانيا_ إن تبرك الصحابة والتابعين . واستشفاءهم بآثار النبي صلى الله عليه وسلم ماكان في حياته الدنيوية . وكثير منها كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
كام تقدم في الأحاديث (( رواه النسائي والترمذى وغيرهما: أن أعرابيًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه، إني أصبت في بصرى فادع اللّه لى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (توضأ وصلِّ ركعتين، ثم قل: اللّهم أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد، يا محمد، إني أتَشَفَّع بك في ردّ بَصَرى. اللّهم شَفِّع نبيك في)،
وقال: (فإن كانت لك حاجة فمثل ذلك) فرد اللّه بصره. )) وغيرها .
فإن المانع يزعم أن الميت لا يتوسل به , لأ،ه لا روح له , قلنا له قد توسل الصحابة بآثاره صلى الله عليه وسلم مع أنها لا روح لها , بل هو حي صلى الله عليه وسلم في قبره كما يأتي .
ثالثا_ تقدم في حديث فاطمة بنت أسد رضي الله عنها كي توسل النبي صلى الله عليه سلم بحق الأنبياء قبله . وذلك صريح في التوسل بعد الوفاة .
رابعا_ إن التوسل به صلى الله عليه وسلم في سائر أحواله وأكوانه , هو المر الذي فهمه الإمام مالك , وفهمه أهل الصفاء والنقاء من العملاء والأتقياء . فقد قال القاضي عياض : واعمل أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته . وتوقيره وتعظيمه لازم كما كان حال حياته , وذلك عند ذكره صلى اللله عليه وسلم . وذكر حديثه وسنته , وسماع اسمه وسيرته ومعاملة آله . وتعظيم أهل بيته وأصحابه , ثم روى
باستاده الى ابن حميد قال : ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك :
يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد , فان الله تعالى أدب قوما فقال: ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )
ومدح قوما فقال: ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله )
وذم قوما آخرين فقال: ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات )
وإن حرمته ميتا كحرمته حيا . فاستكان لها أبو جعفر وقال : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
فقال الإمام مالك : ولم تصرف وجهك عنه . وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام يوم القيامة . بل استقبله واستشفع به بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الروسل لوجدوا الله توابا رحيما )
وهذه المناظرة بين الإمام مالك وأبي جعفر ذكرها التقي السبكي و القسطلاني والسمهودي وابن حجر المنظم وغيرهم وسندها حسن .