اسم الله الحكيم
هل شعرت يوما" بأن حياتك تسير وفق نهج معين أو بحكمة ما ؟
هل أحسست يوما بأن لك ربا" حكيما يسير حياتك؟
هل تعرضت لمصيبة أو مشكلة ما وعرفت بعد نهايتها بأنها حصلت معك لحكمة معينة
لماذا لا نفكر بالمصائب وفق هذا المنظور؟ لماذا لا نفكربكل شيء من حولنا وفق هذا المعنى ؟
يا إخوتي صدقوني كل شيء يجري معنا في حياتنا وحتى المصائب تحدث وفق نظام دقيق جدا
يحدده الله الحكيم عز وجل لنا
كلمة حكيم مشتقة من الفعل الثلاثي حكم ، أي قرر وقدر وفق حكمة أو قانون معين
فربنا عز وجل هو الذي خلقنا وهو أعلم بمن خلق ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
ولهذا فهو يسير حياتنا وفق نظام معين وحكمة اختارها لنا
وكمثال على ذلك :لو أن أحدكم اشترى جهازا إلكترونيا معينا ومعه كتيب التعليمات ( الكاتالوج )
هل يستطيع أن يشغل الجهاز دون الاطلاع على الكتالوغ وهل يستطيع أن يضيف شيئا" من عنده
ولله المثل الأعلى فربك هو الذي خلقك وهو أدرى بك وبوظائف أعضائك ودورك في الحياة
والله الحكيم يقدر أرزاقنا وفق إرادته ومعرفته بنا ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض
ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير )
فلو جعل الله كل البشر أغنياء لانتشر الفساد والبغي والفواحش ولهذ أراد بحكمته أن يرزق فلانا"
رزقا" قليلا" لمعرفته بأنه لو كان غنيا" لبغى في الأرض ولظلم الناس
والعكس صحيح وهذا كله لحكمة وأمر إلهي لا نفهمه
وخلقنا بحد ذاته كان لحكمة وهي إعمار الأرض فسبحان الله الحكيم
و خلق السموات والأرض والكواكب حكمة ربانية فعندما نشاهد إبداع الخالق وعظمة خلقه
تتضاءل قيمتنا في أنفسنا ونعرف صغر حجمنا أمام خلق الله عز وجل ( لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس
ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
وقال تعالى ( أأنتم أشد خلقا أم السماء ، بناها ، ورفع سمكها وسواها ، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها )
كما أن لكل كائن خلقه الله عز وجل حكمة من خلقه ودور له في الحياة
ابتداء من البعوضة الحقيرة إلى الحوت الضخم و كمثال على ذلك تلك القصة القصيرة
ففي أحد البلدان المتقدمة فكر البشر بأن الجرذ مخلوق لا فائدة من خلقه ولا بد من التخلص منه
وبالفعل كافحوا الجرذان بطريقة منهجية حتى اختفت الجرذان تماما
وبعد فترة انسدت كل المجاري في المدينة وطافت البلاليع كلها ولم يجدوا لذلك حلا"
فعرفوا أهمية الجرذان في تسليك تلك المجاري فاضطروا إلى دفع مبلغ لاستيراد الجرذان من بلد آخر
وهذا دليل على أن الله عز وجل لم يخلق أي مخلوق عبثا ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )
وقال تعالى أيضا" ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم
ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يرجعون )
والمصائب التي تصيبنا لا تصيبنا إلا لحكمة أرادها الله الحكيم لنا فقد تكون امتحانا لصبرنا وإيماننا
وقد تكون تكفيرا عن سيئاتنا وقد تكون درسا لنا يعيدنا إلى جادة الحق والصواب
وقد تكون رفعا" لدرجاتنا و مكانتنا عند ربنا
فلو لم تكن عندنا مشاكل وهموم لنسينا الآخرة والموت وزاد تعلقنا بالدنيا الزائلة الفانية الحقيرة
ولو لم تكن عندنا اراض محتلة لنسينا العبادة والدعاء ومحاسبة النفس
التأمل في اسم الحكيم لا ينتهي أبدا" فكل ما حولنا ينطق بهذا الاسم ويوضحه ويعليه
فسبحان الله الحكيم ودعونا ندعو ربنا بهذا الاسم الكريم فارزقنا يا حكيم وارحمنا يا حكيم
وانصرنا يا حكيم ونجنا برحمتك من القوم الظالمين وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه الأطهار الميامين والحمد لله رب العالمين