مــنــارة الاســـكــنــدريــة هي عجائب الدنيا السبع كانت تسمى فاروس
موقعها كان على طرف شبه جزيرة فاروس وهي المكان الحالي لقلعة قايتباي الشهيرة.
تعتبر أول منارة في العالم أقامها سوسترات في عهد بطليموس الثاني عام 270ق.م
وترتفع 120 مترا وهدمها زلزال عام 1375م
الثابت تاريخياً أن منار الإسكندرية قد أُنشئ عام 280 ق.م في عصر بطليموس الثاني
و قد بناه المعماري الأغريقي سوستراتوس و كان طوله البالغ مائةً وعشرين متراًيجعله أعلى بنايةً في عصره.
و يقال أن قلعة قايتباي قد أقيمت في موقع المنار و على أنقاضه.
و قد وصف المسعودي في عام 944 م المنار وصفاً أميناً و قدَّر ارتفاعه بحوالي 230 ذراعاً.
و قد حدث زلزال 1303 في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون فضرب شرق البحر المتوسط و دمر حصون الإسكندرية و أسوارها و منارها.
و قد وصف المقريزي في خططه ما أصاب المدينة من دمار
و ذكرَ أن الأمير ركن الدين بيبر الجشنكير قد عمَّر المنار أي رمَّمه، في عام 703 هجرية.
و بعد ذلك الزلزال المدمر بنصف قرن زار ابن بطوطة الإسكندرية في رحلته الثانية في عام 1350 م.
وكتب يقول:
"و قصدتُ المنار عند عودتي إلى بلاد المغرب فوجدته قد استولى عليه الخراب بحيث لا يمكن دخوله و لا الصعود إليه
و كان الملك الناصرشرع في بناء منار بإزائه فعاقه الموت عن إتمامه".
و يروي المؤرِّخ المصري ابن إياس أنه عندما زار السلطان الأشرف قايتباي الإسكندرية في عام 1477 أمر أن يُبنى مكان المنار برج جديد
وهو ما عُرف فيما بعد ببرج قايتباي ثم طابية قايتباي التي لا تزال قائمةً حتى اليوم.
و كان المنار يتألَّف من أربعة أقسام
الأوَّل عبارة عن قاعدة مربَّعة الشكل يفتح فيها العديد من النوافذ
وبها حوالي 300 غرف مجهَّزة لسكنى الفنيين القائمين على تشغيل المنار و أُسرهم.
أما الطابق الثاني فكان مُثمَّن الأضلاع
و الثالث دائرياً
و أخيراً تأتي قمة المنار، حيث يستقر الفانوس مصدر الإضاءة في المنار
يعلوه تمثال لإله البحر و الزلازل عند الإغريق بوسايدون.
و من الطريف، أن اسم جزيرة فاروس أصبح عَلَماً على اصطلاح منار أو فنار في
اللغات الأوربية واشتُقَّت منه كلمة فارولوجي للدلالة على علم الفنارات.
و لم يعرف أحد يقيناً كيف كان المنار أو الفنار يعمل و قد ظهرت بعض الاجتهادات
لم يستقر الخبراء وعلماء التاريخ على أيٍ منها.
و ثمَّة وصفٌ لمرآة ضخمة كاسرة للآشعةفي قمة الفنار كانت تتيح رؤية السفن القادمة قبل أن تتمكن العين المجرَّدة من رصدها.
و قد كتب الرحَّالة العربي القديم ابن جبير أنَّ ضوء الفنار كان يُرى من على بُعد 70 ميلاً في البحر.
و
هناك رواية تُفيد بأن مرآة الفنار و كانت إحدى الإنجازات التقانية الفائقة
في عصرها قد سقطت و تحطَّمت في عام 700 م. ولم تُستبدل بغيرها
وفقد الفنار صفته الوظيفية منذ ذلك الوقت و قبل أن يدمِّره الزلزال تماماً.
و يُقال أن الصعود إلى الفنار و النزول منه كان يتم عن طريق منحدر حلزوني
أما الوقود فكان يُرفعُ إلى مكان الفانوس في الطابق الأخير بواسطة نظام هيدروليكي.
و قد وصف فورستر طريقة أخرى لرفع الوقود الخشب إلى موقع الفانوس
فذكرَ أن صفَّاً طويلاً من الحمير كان في حركة دائبة لا يتوقف ليلاً أو
نهاراً صعوداً ونزولاً عبر المنحدر الحلزوني تحمل الوقود الخشبي على
ظهورها.